ستائر الدخان
باسل الزيري
"ستائر الدخان"
اصباغ زيتية و فحم وأحبار أرشيفية
٣١٨ x ٣٣٨
٢٠٢٤
بشر، أسماء، أشلاء، أرقام، جثث مجهولة الهوية، أكياس جثث متنوعة، ركام، أنفاق، مقابر جماعية، رفاتُ بشر، حيوانات، بذور نباتات، حجارة، وتراب.
منذ أن بدأ الهجوم على غزة، كنت أعيش تحت وابلٍِ مستمر من الصور ومقاطع الفيديو على الشاشات. الموت الذي لا ينتهي، والعنف المستمر. في البداية، كما الجميع كان الغضب، ، ولكن شيئاً فشيئاً، أصبح مشهد الموت أمراً طبيعياً، وأصبحنا نحن "المتفرجين" مخدّرين، وتحولنا إلى أوعية حية خالية من الحياة الحقيقية.
في مارس ٢٠٢٤، وبينما كنت ابدأ إقامتي في مَماغ كان قد مضى على العدوان والإبادة خمسة أشهر تقريبًا. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها للحفاظ على ما يشبه الحياة الطبيعية، إلا أن التفجيرات والدمار والدخان والموت والأشلاء المتناثرة في جميع أنحاء القطاع استحوذت على تركيزي. من خلال الشاشة، انفتحت "ستائر دخان" العمليات أمام عيني، وانتقلت إلى واقعي. حاولت استيعاب فداحة اللحظة، وفهم الثقل العاطفي للدمار. حاولت التريث قليلاً.. وإعادة النظر في الحياة المحطمة، لكنني وصلت إلى نقطة لم أعد أستطيع فيها تحمل ثقل رؤية الناس يخرجون من تحت الأنقاض، حاملين أحبائهم. أحياناً بالكامل، وفي أحيان أخرى ممزقين.
لم أعد أستطيع أن أكون إلا…
الدمار هائل، والدخان منتشر، والموت في كل مكان. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المذبحة التي لا هوادة فيها، لا يزال هناك شعور بالصمود، ووسط الفوضى والمعاناة والخسارة، تنتهي كل عبارة بـ "الحمد لله".
تسقط قنبلة أخرى، في اللحظة التالية، والتي تليها، والساعة التي تليها، واليوم الذي يليه، والأسبوع الذي يليه،
والشهر الذي يليه، والحياة التي ستستمر في ما بعد.
يحاول هذا العمل نقب التأثير العاطفي للصراع المستمر وتجربتي الشخصية معه، ويسلط الضوء على الطبيعة القاسية للعنف وصعوبة معالجة مثل هذه الصدمات.