كيف تسافر عبر الزمن

١٥ كانون الثاني - ١٥ شباط ٢٠٢٤

قّدم معرض «كيف تسافر عبر الزمن» سلسلة من التكليفات والمختارات التي تستكشف موضوعات الغربة والنزوح، وتقترح طرقًا يمكن أن يؤثر فيها البعد الزمني على إعادة التوجيه والانتماء.

وقد تمت دعوة الفنانين المشاركين الذين ينحدرون من مسارات متنوعة، ويعملون عبر تخصصات ووسائط متعددة؛ لاقتراح أعمال تكون بمثابة أجهزة توجيه، تُعرف بأنها وسائل أو معدات أو طقوس أو أدوات للتنقل وإعادة التوجيه.

وضمن هذا الإطار، حاولوا إظهار مفهوم جديد للوطن — مفهوم يتجاوز العالم المادي والمكاني المحصور ضمن حدود البلاد، ويُفهم بدلاً من ذلك على أنه مساحة شاسعة تتكون من تجارب معاشة، وتشمل جميع الروابط والعلاقات والأحاسيس والمشاعر والأشياء والعواطف، وكذلك الذكريات والرؤى. ويتضمن هذا التعريف تأملا في العناصر التي تربطنا بالعالم وببعضنا البعض.

وبهذا المعنى، فإن أفعال الاقتراب من الوطن — التأمل فيه، والبحث عنه، والعثور عليه، وفهمه، وتذكره، وتخيله — غالبًا ما تشتمل على حركة غير خطية عبر الزمن — حركة لا تعتمد فقط على الحنين إلى الماضي، ولكنها تدعو أيضًا إلى تأملات للمستقبل.

وفي حين أن الأعمال الناتجة تأخذ شكل أشياء ملموسة وحقيقية — لوحة أعيد بناؤها أو تم تفكيكها، أو مجموعة أوراق لعب، أو كتاب — فإن رحلات السفر التي تقدمها هذه الأشياء تتكون من تفاعل بين الحقيقة والخيال؛ إذ غالبًا ما يكون البطل في سردياتها التي تتحكم بالزمن عبارة عن شخصية نموذجية متخيلة أو مُعاد بناؤها، مثل شجرة زيتون، أو صوت بعيد، أو لوحة فنية تمثل الأب، أو دعوات الجدة وقصصها.

بناء على ذلك فإن الأعمال مستمدة من طبقات من العوالم الحقيقية والمصطنعة، حيث يتم تغيير الحقائق التاريخية أو تزيينها أو حذفها قصدًا، وحيث يتم سرد التجارب المعاشة وإعادة سردها أو التلاعب بها أو اختلاقها كلياً.

مع مساهمات من رنوة أبو غوش وفريق مساحة مماغ.
الفنانون المشاركون: بادي دلول، هشام الكرشان، مازن كرباج، نور بسيسو، نور بشوتي، رأفت مجذوب، شيرين المفتي، تمارا كالو.
add curator here
الإنتاج: هاجر قُطة، رنوة أبو غوش
شكر خاص لـ «Rights for Time» و«تغيير» و«نحن نحب القراءة».

بادي دلّول فنان فرنسي من أصل سوري يعمل في عدّة من الوسائط. يمزج عمله الأحداث التاريخية مع الحقائق الشخصية والخيال. تتشبّع أعماله بتأملات اجتماعية وتاريخية حول تراثه وأصوله، مع تركيز خاصّ على قضايا الهجرة. ينخرط بادي عبر أعماله في الرّسم والفيديو وغير ذلك من الوسائط الملموسة في حوار بين المتخيَّل والواقع ويدرس ترسيم الحدود الإقليمية ويتحدى التأريخ وإنتاج المعرفة المتمركزَين حول العالم الغربيّ.

مازن كرباج مؤلف قصص مصورة وفنان تشكيلي وموسيقي لبناني. يتأثر فنه البصري بشكل أساسي بممارساته الموسيقية الارتجالية. ألّف أكثر من 15 كتابًا تُرجمت إلى عدة لغات، وعُرضت رسوماته وأفلامه وعروضه الأدائية في عديد من أنحاء العالم. يعتبر مازن كرباج أحد المبادرين والشّخوص الأساسيّين في مشهد الموسيقى الارتجالية الحرة والتجريبية في لبنان. يتحدّى بصفته عازف بوق الحدود المرسومة لآلته الموسيقية، فيذهب بها إلى ما يفوق التوقّعات.

نور بشوتي فنانة متعددة التخصصات تعمل في مختلف الوسائط بما في ذلك الفيديو والنحت والأعمال الورقية والصور الرقمية والكتابة. يتفاعل عملها مع تاريخ وسرد المكان ويطرح أسئلة حول التنافر والغموض والوضوح والإمكانات التوليدية النابعة من سوء الفهم.

رأفت مجذوب معماري وفنان وكاتب وخبير استراتيجي ثقافي. يركز عمله على الرواية والتكهن والتعلم التعاوني. يترأس رأفت جمعية «الخان» لنمذجة الممارسة الثقافية، وفيها يتحرّى الصّناعة الجماعيّة للحقيقة ويبني عالمًا عربيًا بديلًا لنفسه ولرفاقه.

شيرين المفتي فنانة تشكيلية ومعلمة فنون متخصصة في الرسم الزيتي المعقد والمفصل. تصنع أعمالًا مستوحاة من مشاهد الحياة اليومية والمحلية.

تمارا كالو فنانة لبنانية فرنسية متعددة التخصصات تلقت تدريباً رسمياً في الهندسة المعمارية. تستعمل تمارا الوسائط الضوئية والزمنية كالتصوير الفوتوغرافي والفيديو والنحت والأداء لتتحرّى السّرديّات التي تصيغ مسائل الوطن والنزوح والهوية. تحقّق تمارا في الفجوات بين الأضداد — كالعام والخاص، والراحة والانزعاج — وذلك باستخدامها لمعارفها المكتسبة في إعادة صياغة البيئات الدّاخلية والخارجيّة وتقسيمها إلى أجزاء وتكرارها. عبر تجميعها للأشياء المألوفة، تحاول إظهار مدى دقة الارتباط بين لحظة معينة وذاكرتها، سواء كان ذلك في ذهنها المفرد أو في أذهان الجميع.

untitled
untitled
untitled
untitled
untitled
untitled
untitled
untitled
untitled
untitled